أثر التغيرات في مؤشرات الأسعار والتقلب بالأسواق الدولية للأسهم الناشئة والنفط الخام والذهب على عوائد أسواق الأسهم العربية خلال جائحة الكوفيد-19

تهدف الدراسة الحالية للوصول إلى أثر التغيرات في الأسعار والتقلبات ببعض الأسواق الدولية، على عوائد أسواق الأسهم العربية، خلال انتشار جائحة الكوفيد-19، باستخدام أسلوب تحليل الانحدار المتعدد. واعتمدت الدراسة في ذلك على بيانات العوائد اليومية لعينة مكونة من مؤشر الأسواق العربية S&P Pan Arab Composite، و11 مؤشرا عاما لأسواق الأسهم العربية، ومؤشرات الأسعار والتقلب بالأسواق الدولية للأسهم الناشئة والنفط والذهب. وتغطي الدراسة الفترة من مارس 2020 حتى سبتمبر 2021. وقد تم تقسيم فترة الدراسة إلى فترتين فرعيتين، تغطي الأولى فترة انتشار الوباء خلال سنة 2020، وتغطي الثانية الفترة التالية لاكتشاف اللقاحات المضادة للوباء خلال سنة 2021. وقد أظهرت النتائج خلال الفترة الكلية والفترة الفرعية الأولى، تأثيرا إيجابيا له دلالة إحصائية للتغيرات في مؤشر أسعار أسواق الأسهم الناشئة، على عوائد معظم مؤشرات الأسواق العربية. وتأثيرا سلبيا له دلالة إحصائية لجميع مؤشرات التقلب، التي تقيس مشاعر الخوف وعدم اليقين لدى المستثمرين، على عوائد معظم مؤشرات الأسواق العربية. أما بالنسبة للفترة الفرعية الثانية عقب اكتشاف اللقاحات، فقد جاء تأثير مؤشرات الأسعار والتقلب بالأسواق الدولية، ليس له دلالة إحصائية على معظم مؤشرات الأسواق العربية. وتشير هذه النتائج إلى أنه خلال جائحة الكوفيد-19، وخاصة خلال فترة انتشار المرض، وحدوث عدم الاستقرار بالأسواق الدولية، تأثرت أسواق الأسهم العربية بشكل كبير بما حدث من تغيرات في الأسعار والتقلبات بالأسواق الدولية. أما عقب اكتشاف اللقاحات، وعودة الاستقرار والهدوء للأسواق الدولية، انخفضت قوة تأثير التغيرات في الأسعار والتقلبات في تلك الأسواق على معظم أسواق الأسهم العربية. وتأتي هذه النتائج لتؤكد على أهمية العمل على تنمية أسواق الأسهم العربية، وتحقيق التكامل والتعاون المشترك بينهم، بما يزيد من قوتها وكفاءتها، ويقلل من تأثرها بالمعلومات والمشاعر السلبية بالأسواق الدولية.